2006/10/12

الجنــــــة

في الجنة..التقيته
يحمل بين كفيه النور..
يوزعه على المتقين
تناديه عجوز..تسأله البهجه
يخرج من قلبه ويعطيها
يسأله آخر عن معنى الرقة
يجيبه: هي الاحتفاء بمن تحب
تبادره فتاه ليدلها على فارسها
يشير نحو قلبها: لن تجديه سوى هنا

أما أنا..
أقف هناك بانتظار دوري
مرتبكة..خائفة من النسيان
لكن.. نظرة مبتسمة حانية منه تهدئني
تفهمني دون كلام
تقول: سيحين دورك
لا ظلم ولا أحزان في هذا المكان
فردوس ربي..مخصص للمستضعفين
أعدك..بالحياة داخلي
بأن أعلن للعالمين..حبك
اطمئني..فجنة الله لا تخجل من المحبين

2006/10/08

حلــــمي المســــتحـــيــل



وكأنك حلمي المستحيل
بك أكون..وبدونك..
لامكان..ولا زمان
لا أمشي..أطير
في سماء أحلامي..أجدك جنتي
بك..عرفت أن الله موجود
أنت رسولي وخلاصي
ما بين بين..أجدك متربعا
أنت أنا..ولا سواك
غاية الروح..وسدرة المنتهى

2006/10/05

المــــجــد لمــن قلــــن لا


المجد للمرأة.. من قالت لا
في وجه طغاة الاستعباد
لكل من يعتبر "نون النسوة" عورة
وتفاصيل الجسد حرام
ما بالك يا رجل..
يا من اختصرت نضالك
في تعرية أو تغطية جسد ليلى
فعالمنا به أمور أهم..هل تهتم؟
!سجن الأمومة والزواج


فوجئت بها تقتحم عزلتي،وهي منهارة تماما، وبعد محاولات لتهدئتها،
سألتها عن السبب، قالت:يتصور أنه بصك الزواج، يستطيع أن يمتلك أفكاري، تخيل نفسه "سجان" طموحي وتفاعلي معما يدور في واقعي من أحداث.قلت: عروستي؟!!قالت: سأحكي لك الحكاية منأولها.

بدأت ملامح الأزمة تتشكل منذ شهر تقريبا، فكما تلاحظين حالة الفوران التي تشهدها شوارعنا العربية، والتي وصلت في مصر الى مرحلة المخاض كما يحلو للبعض تسميتها، وفي ظل هذه الحالة وخروجالناس في مظاهرات واعتصامات من أجل التغيير، وبحكم عملي واهتماماتي، تجديني لستبعيدة عن هذا المناخ والذي أعيشه منذ الحركة الطلابية في الجامعة، و حتى الآن.وذاتيوم كان هناك تجمع "للأمهات المصريات" في نقابة الصحفيين المصريين عنوانه" الشارعلنا"، والمدهش أن هذا التجمع-ولأول مرة في الحركات المدنية المصرية- أتاح للأمهاتأن يشاركن في هذه الفعالية وفي نفس الوقت تكون لديهن الفرصة لاصطحاب أبنائهن معهن،ليس هذا فحسب، بل استطاع التجمع توفير مكان للأبناء للعب وممارسة الأنشطة برفقةمشرفة متخصصة، تقوم بمتابعة الأطفال أثناء انشغال الأمهات في الندوة.
قلت: جميل وأينالمشكلة إذن؟قالت: بكل حماس أخبرت زوجي برغبتي في الذهاب، وأيضا بمفاجأة إمكانيةاصطحاب أبنائي معي. فما كان منه الا أن عدل من جلسته، وأخذ رشفة من فنجان قهوته،وارتسمت على ملامحه الجدية والهدوء وكأنه على وشك إلقاء موعظة للتاريخ، وقال: لابدأن تعرفي أن حدود تحركك واحتكاكك تقتصر على أوقات العمل فقط، وهي الفترة "المسموح"لك بها أن تكوني خارج المنزل..وما غير ذلك فهو غير مقبول على الاطلاق، ولا تنسي أنكزوجة وأم!استطردت صديقتي حديثها..وقع علي هذا الكلام كالصدمة، فطوال 7 سنوات هي عمرزواجنا لم يعلنها صراحة بهذا الشكل القاسي، فهو بهذا الحديث اعترف بأنه يقوم بدور"السجان" باحتراف في سجن "الزواج" و"الأمومة".

وأضافت.. هل بالفعل(الزواج والأمومة) هما سجن طموحات المرأة؟! وهمهمت فيما يشبه الهذيان: لم تكن هذهأول مرة، لقد كانت هناك ممارسات سابقة صدرت منه، لكني لم أخذها على محمل الجد، ففيالأسبوع الماضي دعتني صديقتي "الفنانة التشكيلية" المعروفة لحضور افتتاح معرضها في"دار الأوبرا" وعندما أخبرته بنيتي في الذهاب..اندهش للغاية ولم يفهم معنى رغبتي فيالمشاركة..لم يفهم أن حضور مثل هذه العروض وكأني قرأت كتاباكاملا.

ثم رددت لم يفهم..لميفهم!!بعد أن تركتني صديقتي أخذت أفكر في وضع المرأة بعد الزواج، وتساءلت هل كونهاأصبحت "أم" و"زوجة" يعني تخليها عن أفكارها وطموحاتها وإيجابيتها في المجتمع؟ ألاتضفي هذه المشاركة المتوازنة على دورها كأم وزوجة ثراء على ثراء؟ أنا على يقين بأنهناك فرقا سيحدث في بيتها وفي تربيتها لأبناءها، سينعكس بالضرورة على منحولها.فالمرأة-كما أراها واقعا في مجتمعاتنا الشرقية- كالشمس تنشر الدفء على منحولها، هي أوزوريس التي تظلل بجناحيها عائلتها، تزودهم بالرعاية والحنان، هي"دينمو" المنزل القادرة على بث الحيوية والحماس في أرجائه..

فكيف لا نرعى دور بهذاالحجم وهذا التأثير، كيف لا نثري عقل من يؤدي هذا الدور بحجة سلطة أبوية لا معنىلها سوى استعراض عضلاتها .كيف لا يعي كل زوج تخيل نفسه "الآمر والناهي" في كل مايخص زوجته أهمية هذا الدور الذي يشكل ملامح جيل قادر على التغيير وإصلاح ما أفسدناهبأنفسنا؟!
عالم بلا رجال



جاءت معرفتي بهذا المدعو"رجل" متأخرة قليلا، فقد نشأت في منزل ليس به أب، حيث توفاه الله وأنا أبلغ من العمر45 يوما فقط .فتحت عيني على الدنيا وأنا أرى أمي تؤدي الدورين"أب وأم"، وأحيانا تؤدي دور واحد فقط "الأب"، فكانت تعمل لتوفر لي وأخي معيشة كريمة، وأيضا ترعانا وتغرس فينا القيم التي هي الثروة التي يمكن أن تبقى لنا طويلا دون أن يصيبها الإفلاس.
تلك النشأة أثرت على أفكاري وتوجهاتي بعد ذلك، وكانت أيضا سببا في كثير من مشكلاتي، فيمكنني أن أعترف أني لا استطيع فهم "معشر الرجال" جيدا وأجدني أقف أمام سلوكهم مشدوهة، مفتوحة الفم والعينين، في محاولة للفهم، لكني أعود وأذيال الفشل تتبعني، ولأكون أكثر تحديدا فإن من أقصدهم بكلامي هم "الرجال المثقفون أو من يدعون الثقافة، فتجد الرجل منهم في معظم الأحيان يقع فريسة "الفجوة" بين ما يقول وما يمارسه من سلوك في حياته اليومية.فتجده في الاجتماعات والندوات خطيبا مفوها، وحين يكتب متفتحا ومستنيرا ينادي ب"حرية التعبير" و"حقوق المرأة" و"قبول الآخر"، وحين يعود الى المنزل يتحول الى الحاج "مرزوق" أبو سنبل من "حدانا بالبلد"، نجده يترك كل ما كان يشنف به آذان من حوله منذ قليل على باب المنزل بجوار "دواسة الباب" حتى يأخذه معه حينما يخرج مرة أخرى، ويتحول لشخص آخر، وكأن ما قاله لا يعدو كونه فقط للإستهلاك المحلي.
وتكون الصدمة من الزوجة التي ألفته وقبلته زوجا، لكونه هذا الشخص "قبل العملية" والتي يجريها لنفسه "وهو طالع على سلم البيت"..وتكون الحيرة من نصيبها والاحباط زادها.
أظن أن تلك الفجوة التي يعاني منها الرجل الشرقي سببها كامن في "التربية" فهو لم يعتد هذه الأفكار والآراء" التقدمية" التي تأثر بها عندما كبر، فهو من المؤكد لم يشاهد أباه يتعامل مع أمه سوى بهذه الطريقة فتصور أنها "المثلى" وظل يكررها دون وعي، لهذا فإن مسئوليتنا تجاه أبناءنا تفوق كثيرا ما نعيه عن حقيقة هذا الدور. طافت بذهني هذه الخواطر عندما كنت أجري حوارا مع رئيس جمعية "حرية الرجل" والذي يطالب من خلالها بأن يكون هناك اهتماما بالرجل لرعايته ودعمه نفسيا واجتماعيا بشكل يوازي اهتمام المؤسسات الرسمية والأهلية بالمرأة وحقوقها، وهو يرى أيضا أن للرجال أيضا حقوقا مهضومة مثل النساء.
وأرى أن في حجج"مؤسس الجمعية "وجاهة..خاصة لو عرفنا أن هناك بعض الدراسات تؤكد أن تزايد الاهتمام بالمرأة دون الرجل قد يؤدي الى حدوث فجوة معرفية بين الطرفين من حيث الوعي بالحقوق والواجبات.وهذا منطقي جدا في تصوري، حيث إذا تمت تنمية المرأة على المستوى الثقافي ورفع الوعي الاجتماعي بقضايا مثل تربية الآبناء والثقافة الجنسية، وتنمية المهارات الخاصة مثلا باقامة مشروع وزيادة الدخل، ولم يتم مع الرجل جهد موازي ، فمع مرور الوقت سيحدث خلل في ميزان العلاقة بين الطرفين، فينبغي أن يكون الأهتمام بالمراة والرجل على السواء وخاصة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية طاحنة تؤثر سلبا على المجتمع بأسره وليس فئة دون غيرها.لهذا فإن قصر الاهتمام بالمرأة ليس في صالح قضية المرأة، حتى لاتجد نفسها في نهاية الأمر فريسة لأب جاهل أو زوج مستبد!